بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل ( إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق ) أهلًا وسهلًا بأبنائي طلبة كلية التربية - جامعة تعز على موقع الجامعة الإلكتروني.
في البدء كانت " الكلمة " كما تقول المسيحية وأول ما نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم كلمة " اقرأ " أي اسلك طريق التعلم والتعليم والمعرفة والبحث والتأمل والتفكير العقلي السليم لتصل إلى الحقيقة الكونية الكبرى (الله) جل شأنه.
وفي البدء كانت كلية التربية التي تأسست في العام الجامعي 1986/1985 م كفرع لكلية التربية جامعة صنعاء , فلا غرابة أن تكون كلية التربية - جامعة تعز هي نواة الجامعة وأم الكليات لأنها ملتقى المعرفة المتخصصة للعلوم الطبيعية والعلوم الانسانية واللغات العربية
والانجليزية, إذ أن الكثير من الكوادر العلمية المشهودة لها في أغلب كليات جامعة تعز مثل كلية العلوم التطبيقية وكلية الآداب هم من خريجين كلية التربية.
لقد مرت كلية التربية بالعديد من المراحل التطورية وواجهت العديد من التحديات على مر تاريخها , ولكنها ظلت راسخة الجذور كـ ) شجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بأذن ربها ( صدق الله العظيم
تصبو كلية التربية في رسالتها إلى إعداد وتأهيل معلم وباحث تربوي متخصص معرفيًا في العلوم العلمية والانسانية والنفسية , يمتلك مهارات التدريس والتعامل اللازم على استخدام تكنولوجيا مُتحليًا بقيم الدين الاسلامي الحنيف وآداب واعراف المجتمع اليمني , بالإضافة الى العديد من الاهداف المتعلة بأعضاء هيئة التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع التي تسعى كلية التربية الى تحقيقها.
لكلية التربية تسعة اقسام لبرنامج التعليم العام وهي الأقسام العلمية ( الكيمياء - الفيزياء - علوم الحياة - الرياضيات ) الأقسام الأدبية ( اللغة العربية - اللغة الانجليزية - علوم القرآن عام ) الأقسام النوعية ( الإرشاد النفسي - التربية الخاصة - رياض الأطفال ).
وخمسة أقسام لبرنامج التعليم الأساسي وهي معلم الصف ومعلم المجال ( مجال علوم قرآن - مجال رياضيات - مجال علوم - مجال انجليزي).
بالإضافة الى برنامج الدراسات العليا للأقسام التربوية والنفسية والذي تم العمل به في عام 2004 م.
وبالتوازي للشق الاكاديمي الذي أقام العديد من الورش العلمية سواءً للبرنامج التعليمي العام أو لبرنامج الدراسات العليا, وكانت آخر هذه الورش هي ورشة التوجه الاستراتيجي المنعقدة في 18/ فبراير/2019 م , التي قامت بها إدارة الجودة الشاملة بالكلية.
أقول بالتوازي مع الشق الاكاديمي هناك الشق الاداري الذي يعمل مكملا للشق الاكاديمي.
كما حجزت كلية التربية لنفسها مقعدًا أسوةً ببقية كليات الجامعة فالتحقت ببرنامج النظام الآلي الشامل وتطبيقاته وذلك لأتمتة جميع البيانات الخاصة بالشؤون المالية وشؤون الطلاب والوثائق والشهادات.
ابنائي الطلبة تسعى كلية التربية الآن في ظل ظروف الحرب والحصار وغياب الموازنة التشغيلية سعيا حثيثاً للحفاظ على مكانتها ودورها التنويري التربوي العلمي بكل ما لديها من امكانيات متاحة , واتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي ينظر المجتمع لكلية التربية باعتبارها الكلية الأولى على سُلم القبول والتسجيل والتنافس بين كليات الجامعة لسبب بسيط وهو أن مخرجات أي كلية غير كلية التربية نفعها وضررها محدود على المجتمع بشكل جزئي فمهندس معماري فاشل يعني انهيار بعض المباني أو تعطل بعض الآلات الميكانيكية وطبيب ضعيف الكفاءة يعني موت مريض أو اعتلال في جسد شخص ما ومحامي فاسد يعني ظلم برئ أو براءة ظالم , لكن معلم فاشل يعني تخلف عقول وتلوث نفوس مجتمع بأكمله.
فتحية تقدير وإجلال لباني صرح العقل وفاتح مغاليق الفكر ومحرر قيود الخيال وغارس بذور الاخلاق والقيم الباعث على حب البحث والاستكشاف ومُخرج الناس من سراديب الجهل إلى افاق العلم.
د/ حلمي علي الشيباني
عميد كلية التربية